الطريق نحو السلام
إحدى القصص الم ؤوثرة التي تتبادر إلى الأذهان دائمً ا هي قصة نور جمعة ، وهي شابة ولدت وترعرعت في سوريا ، وكانت م ؤومنة بأن التعليم هو الوسيلة الوحيدة لانتشال عائلتها من هوة الفقر .
تقدمت الشابة نور بطلب للحصول على منحة دراسية لمدة أربع سنوات ، ولكن تم رفضها مراراً وتكراراً وذلك لفقدها بطاقة الهوية الوطنية ، والتي تعد إحدى متطلبات المنحة . تخيل أن يكون مستقبلك معلقاً على قطعة صغيرة من الورق . عندما سمعنا عن موضوع نور ، وفرنا لها على الفور منحة دراسية ممولة من صندوق قطر للتنمية من خلال شركائنا الاستراتيجيين في برنامج الفاخورة التابع لم ؤوسسة التعليم فوق الجميع .
بفضل البرنامج ، حصلت نور على فرصة لدراسة إدارة الأعمال في كلية لومينوس الجامعية التقنية في الأردن . لقد تخرجت نور وتعمل حالياً في نفس الجامعة ، وتستخدم فيها جميع قدراتها وإنجازاتها بامتياز .
هل هناك شيء تود أن يعرفه الناس عن صندوق قطر للتنمية والتنمية الدولية ، والذي غالباً ما يُ ساء فهمه ؟
من الجوانب التي غالباً ما يُساء فهمها بشأن صندوق قطر للتنمية ومجال التنمية الدولية بشكل عام ، هو الطابع المعقد للعمل وطول مداه . فالتطوير يستغرق وقتاً ، كونه ليس حلاً سريعاً ، بل هو عملية تدريجية تنطوي على معالجة الأسباب الجذرية وتعزيز التغيير المنهجي ، كما يساعد إدراك هذه النقطة في تبديد المفاهيم الخاطئة وتقديم صورة أكثر دقة للتعقيدات والفروق الدقيقة المتعلقة بأعمال التنمية الدولية .
في الوقت الذي يشهد فيه العالم عدداً متزايداً من الأزمات ، كيف يعمل صندوق قطر للتنمية لإحداث التأثير الأكبر على المحتاجين ؟
من خلال فريق إدارة الاستجابة للطوار ئ� لدينا ، غالباً ما يكون صندوق قطر للتنمية أحد أوائل المستجيبين للأزمات الطبيعية وتلك التي من صنع الإنسان . فعلى سبيل المثال ، عندما ضرب الزلزال المدمر المنطقة الجنوبية من تركيا والأجزاء الشمالية من سوريا في فبراير الماضي ، قام صندوق قطر للتنمية بحشد مساعدات للإغاثة الفورية لكلا البلدين في أقل من 72 ساعة .
وأرسلت أجهزتنا الإنسانية ، بما في ذلك الشركاء القطريون والوكالات الحكومية الأخرى ، إمدادات للمستشفيات وأدوية وأغذية ومياه ومستلزمات النظافة بالإضافة إلى وجبات ساخنة وخيام وبطانيات ، والتي كانت ضرورية لإنقاذ الأرواح وعلاج الجرحى . بشكل عام ، قام صندوق قطر للتنمية بتسليم
10 آلاف منزل متنقل إلى تركيا في أقل من شهرين - والتي كانت توفر ملاج ئ� م ؤوقتة طويلة الأجل لأكثر من 50 ألف شخص .
لقد اتخذنا تدابير مماثلة عندما اندلع النزاع في السودان في أبريل الماضي . والشيء الوحيد الم ؤوكد هو حدوث الكوارث الطبيعية والحجم الهائل لآثارها ، فضلاً عن وتيرة النزاعات الأهلية والحروب وطبيعتها الممتدة . كل ذلك ي ؤوثر سلباً على النظام الإنساني العالمي ، الذي نشارك فيه بفاعلية كشركاء ، ونحن في صندوق قطر للتنمية ملتزمون بمواصلة جهودنا في إنقاذ الأرواح وضمان أن نقف جنباً إلى جنب مع شركائنا في تقديم المساعدات ، وأن نكون متواجدون حين تشتد الحاجة إلينا .
سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري
35